كان هناك رجل غني كان له ابن وحيد وكانت تجمع بينهما هواية مشتركة وهي اقتناء اللوحات الفنية النادرة لكبار الرسامين مثل ” بيكاسو ” و” دافنشى ” و” مايكل انجلو ” وفي أحد الأيام تم استدعاء الابن إلى الجيش وذهب إلى ميدان المعركة. وكان هذا الابن يتميز بالشجاعة والإقدام لدرجة أنه ضحى بحياته ومات لينقذ حياة زميل له
حزن الأب حزنا شديدا على موت ابنه الوحيد . وقبل أعياد الميلاد بعدة أيام سمع طرقا على باب البيت ففتح الباب. فرأى شاباً يحمل في يده لوحة كبيرة مغطاة
قال الشاب: ” سيدي. أنت لا تعرفني ولكني أنا الشاب الذي مات ابنك لينقذ حياته. لقد استقرت رصاصةً في قلبه عوضاً عني و فدى حياتي يا سيدي. لقد كان ابنك يحبك كثيراً ويتحدث عنك وعن مدى حبك للفن، لذلك دعني أقدم لك هدية بسيطة أرجو أن تقبلها مني. لقد رسمتها بيدي رغم أني لست رساماً ماهراً ”
كشف الشاب غطاء اللوحة فوجد الأب صورةً رائعةً لوجه ابنه. فاغرقت عيناه بالدموع وأخذ اللوحة شاكرا وعلقها في حائط غرفته. كان الأب يعتز بهذه اللوحة أكثر من كل اللوحات التي يمتلكها. وبعد شهور قليله مات الأب وطلب عدد كبير من المهتمين بالفن شراء لوحاته وتم تحديد موعد لإقامة مزاد كبير على هذه اللوحات
وفي الموعد المحدد اكتظت قاعة المزاد بالحاضرين. وكل منهم يتطلع لاقتناء إحدى هذه اللوحات الثمينة. فُتِح المزاد ووقف مدير الصالة ليعلن بدء المزاد بعرض صورة الابن للبيع وهو ينادي قائلا: من يريد أن يشتري الابن ؟
وساد صمت رهيب في القاعة. فنادى ثانيةً: من يشتري الابن؟ من يشترى الابن؟
ثم حدد سعرًا رخيصًا للوحة. ونادى ثانيةً: مائة دولار.. من يشتري الابن بمائة دولار؟
وهنا صاح أحد الجالسين قائلا: نحن لم نحضر لشراء الابن فلا تضيع وقتنا، نريد شراء اللوحات الاخرى وانتشر الصياح في القاعة: ” لا نريد الابن. لا نريد الابن”
ولكن مدير الصالة أصر على بيع اللوحة وصاح من يشتري الابن؟
وهنا وقف رجل فقير يرتدي ثيابا بسيطة وقال : أريد شراء هذه اللوحة و لكن لا أملك إلا عشرة دولارات
وأمام دهشة الحاضرين أخذ مدير الصالة العشرة دولارات وأعطاه لوحة الابن
انتظر الحاضرون أن يستمر المزاد لكن مدير المزاد أعلن أن المزاد قد انتهى
لقد كانت هناك وصية كتبها الأب: ” أن من يشتري لوحة الابن يحصل على كل الميراث واللوحات والمقتنيات”
لقد رفض الجميع الابن فلم يحصلوا على شيء
عزيزي القارئ.. لقد مات الابن الحبيب يسوع على الصليب منذ أكثر من ألفي عام ليعطينا الحياة ونصير وارثين معه كل شيء، فمن يريد الابن؟ من يريد يسوع؟ من يريد الحياة الابدية؟
إذا كان لديكم مشاركة (شعرية، أدبية، تشجيعية، صلاة، الخ) وتودون مشاركتها معنا فبإمكانكم ارسالها إلى البريد التالي