يوحنا 16
(5-6)
وَأَمَّا ٱلْآنَ فَأَنَا مَاضٍ إِلَى ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَسْأَلُنِي: أَيْنَ تَمْضِي؟لَكِنْ لِأَنِّي قُلْتُ لَكُمْ هَذَا قَدْ مَلَأَ ٱلْحُزْنُ قُلُوبَكُمْ
يوحنا (21:16)
اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لِأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلَكِنْ مَتَى وَلَدَتِ ٱلطِّفْلَ لَا تَعُودُ تَذْكُرُ ٱلشِّدَّةَ لِسَبَبِ ٱلْفَرَحِ، لِأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي ٱلْعَالَمِ
في هذا الإصحاح يكلّم المسيح تلاميذه بعدما قال لهم بأنه ماضٍ ليتمِّم خطة الخلاص في الصليب. اعتاد التلاميذ وجود الرب وحدوث المعجزات بشكل مستمر حَوْلهم، لذا فإن فكرة غياب المسيح و غياب “قوّته” عنهم أحزنتهم ناسين كل ما كان يبشرهم به المسيح ووعوده بالخلاص والحياة فيه. لقد قال المسيح لهم “بَعْدَ قَلِيلٍ لَا تُبْصِرُونَنِي، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا تَرَوْنَنِي” إنه يعزيهم و يعدهم بالعودة مع فرح و حياة أفضل كما وعد (وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.(يوحنا 10: 10)) أي أنهم سيحزنون عند صلبه لكنه سيعود لهم بفرحٍ أعظم ينسَوْا به الألم كما تَنسى الأم مخاضها.
ولكن ماذا عن المسيح؟ لقد صلى المسيح قائِلًا “يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ ٱلْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لَا إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ (لوقا 22)” لقد ملأ الحزن نفسه أيضاً عندما جاءت ساعة صلبه وصلى بدموعٍ من دم على الجبل، ولكن المسيح لأجل هذا جاء وقَبِل كل آلام الصلب والذل والعار ليُعطينا حياة جديدة وولادة جديدة به، الرب فرِح لخلاصنا معه، لأنه أعطانا الطريق لنستعيد البنوة و لنكون معه في الملكوت، المسيح “نسي” كل آلامه كما تنسى الأم أيضاً ليجعلنا “أبنائه” قائمين أمام ناظريه وفرحين في محضره دائماً. المجد والشكر لجزيل رحمتك أيها الثالوث القدوس آمين
إذا كان لديكم مشاركة (شعرية، أدبية، تشجيعية، صلاة، الخ) وتودون مشاركتها معنا فبإمكانكم ارسالها إلى البريد التالي |